recent
أخبار ساخنة

قصص أطفال - قصة الزبير بن العوام

ما أجمل تلك القصة التي نرويها لاطفالنا قبل النوم ، لترسخ في عقولهم فكرة وهدفا ساميا ، لتعلمهم شيء وفكرة جديدة دون ألزامهم بتنفيذها ، لتترسب في عقلهم الباطن ليحاولوا تحقيقها إنها حقا شيء هام ومفيد أن تقص على مسامع طفلك حكاية مفيدة لها هدف وغرض قبل أن ينام ليحلم بها في نومه ويحاول تحقيقها.


قصة الزبير بن العوام


قصة الزبير بن العوام

هو الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبدالعزى بن قصي ، يجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في قصي ، وعدد ما بينهما من الآباء سواء أمه صفية بنت عبدالمطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، اعتنقت الإسلام وهاجرت إلى المدينة المنورة ، وابتليت بفقد أخيها حمزة

يكنى الزبير رضي الله عنه بأبي عبدالله ، وذلك نسبة إلى ولده عبدالله ، وهذه هي الكنية المشهورة عند المسلمين ، إلا ان هناك كنية أخرى للزبير رضي الله عنه كانت قد كنته بها أمه وهي أبو الطاهر

كانت أمه صفية تأخذه بالشدة والحزم منذ صغره، فتؤدبه وتضربه إن اقتضت مصلحته ذلك، لأنها كانت تطمح أن يكون لولدها شأن في المستقبل ، ولقد أخذ عليها عم الزبير شدتها و اتهمها بأنها تبغضه.

أسلم الزبير بن العوام رضي الله عنه على يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، وكان ابن ثماني سنوات حين أسلم، ولما اعتنق الزبير بن العوام دين الإسلام، وتابع سيد الانام صلى الله عليه وسلم ، غضب عليه قومه ، وآذوه حتى يرجع عن دينه ، إلا أنه تمرد عليهم وعلى كل وسائل الأذى و التعذيب وثبت على الدرب.

لقد كان عم الزبير بن العوام هو الذي يتولى التنكيل به حتى يرده عن دينه إن استطاع ، فقد روى الحاكم في مستدركه باسناده إلى عروة أن عم الزبير كان يعلق الزبير في حصير ويدخن عليه بالنار ويقول : ارجع إلى الكفر ، فيقول الزبير: لا أرجع أبداً.

والزبير بن العوام من أوائل الذين هاجروا إلى أرض الحبشة ، فنال شرف الهجرة وثوابها ، وهاجر أيضاً إلى المدينة المنورة فنال شرف الهجرة الثانية وأجرها، ولقد آخى الرسول بينه وبين عبدالله بن مسعود.

وهو من العشرة الذين بشرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة ، وهو من أهل الشورى الذين اختارهم عمر بن الخطاب ليختاروا من بينهم خليفة يحرس الدين ويسوس الدنيا وهو حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أي ناصره على عدوه و مؤازره، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(لكل بني حواري ،وإن حواري الزبير بن العوام)

ضرب الزبير بن العوّام -رضي الله عنه- أروع الأمثلة في التضحية والجهاد في سبيل الله، وكان من السبّاقين للإسلام والجهاد، فهو أول من سلّ سيفه في الإسلام، وكان يُقال أنّ الزبير بن العوام رجلٌ بألف فارسٍ، وقد شهد المعارك كلّها مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقاتل في بدر، وأُحد، وشهد الأحزاب، وكان حاضراً في كلّ معارك المسلمين الفاصلة، وقد كانت الجروح التي ملئت جسده حتى وصلت إلى الفرج، وصدره الذي كان يُشبه العيون من كثرة الطعنات والضربات خير شاهدٍ ودليلٍ على تضحيته وفدائه، وقد عُرف بالفروسية والشجاعة، ونُقل عنه الكثير من المواقف التي تدلّ على أنّه شخصيةً نادرةً قلّ ما تُنجب الأيام مثلها، ومن تلك المواقف:

معركة بدر:

قاتل الزبير بن العوّام -رضي الله عنه- في معركة بدر قتال الأبطال، ورُوي أنّ المعركة جمعته برجلٍ من صناديد الكفر، وهو عبيدة بن سعيد بن العاص، الذي كان يلقّب بأبي ذات الكرش، فلمّا التقى به كان الرجل مدججاً بالدروع لا يُرى منه إلّا عيناه، فضربه الزبير -رضي الله عنه- برمحٍ قصيرٍ، فاخترق الرمح عينه، فمات على الفور، ورُوي أنّ الزبير -رضي الله عنه- وضع رجله على أبي ذات الكرش، ونزع الرمح، فخرج بصعوبةٍ بعد أن انثنى طرفه، وقد سأل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الزبير -رضي الله عنه- ذلك الرمح، فأعطاه له، وبقي عنده إلى أن توفّاه الله، فأخذه الزبير، ثمّ طلبه أبو بكر الصّديق رضي الله عنه، فأعطاه إيّاه، وبقي عنده فلمّا توفّي طلبه عمر رضي الله عنه، فأعطاه إيّاه، فلمّا توفّي عمر أخذه عثمان بن عفان رضي الله عنه، فلمّا قُتل عثمان أخذه آل علي بن أبي طالب، فطلبه عبد الله بن الزبير، وبقي عنده إلى أن مات.

فتح مصر:

كان للزبير بن العوام -رضي الله عنه- فضلاً عظيماً في فتح مصر؛ فعندما استعصى أحد الحصون على جيش المسلمين دام الحصار أكثر من سبعة أشهرٍ، كان الفرج على يد الزبير رضي الله عنه، حيث قال: (أهب نفسي لله وللمسلمين)، ثمّ تقدّم نحو الحصن، وأمر الجند أن ينطلقوا نحو الباب عند سماع تكبيراته، ثمّ وضع سلّماً طويلاً على جدار الحصن، وألقى بنفسه وسط الأعداء، فلمّا تنبّهوا قاتلهم بشدّةٍ، حتى وصل إلى باب الحصن، وفتحه ثمّ كبّر، فهجم الجنود نحو الباب، ودخلوا الحصن، وتمّ الفتح العظيم.

معركة اليرموك:

من المواقف البطولية للزبير بن العوام -رضي الله عنه- ما صنعه في معركة اليرموك التي كانت من أصعب المعارك على المسلمين، فقد كان عدد الروم يومها مئتي ألف مقاتلاً، فقد روى البخاري في صحيحه عن عروة بن الزبير -رضي الله عنه- أنّه قال: (أنّ أصحاب الرسول صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالوا للزبير يومَ اليرموك: ألا تشدّ فنشدّ معك؟ فقال: إنّي إن شددت كذبتم، فقالوا: لا نفعل، فحمل عليهم حتى شقّ صفوفهم، فجاوزهم وما معه أُحُدٍ، ثمّ رجع مقبلاً، فأخذوا بلجامه، فضربوه ضربتين على عاتقه، بينهما ضربة ضربها يومَ بدر، قال عروة: كنتُ أدخل أصابعي في تلك الضربات ألعب وأنا صغير).

استشهاد الزبير بن العوام 

بعد مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه، بايع الزبير بن العوام -رضي الله عنه- علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه، ثمّ انطلق مع طلحة بن عبيد الله -رضي الله عنه- إلى مكة معتمراً، ثمّ توجها إلى البصرة؛ للأخذ بثأر عثمان بن عفان رضي الله عنه، وفي الطريق التقى الجيش الذي هم فيه بجيش علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكان ذلك في العام السادس والثلاثين للهجرة، في موقعة الجمل، وبعد حوارٍ جرى بين الزبير وطلحة مع علي بن أبي طالب رضي الله عنهم جميعاً، رجع الزبير وطلحة عن المشاركة في تلك الحرب، ولكنّ أهل الفتنة لم يرضيهم هذا القرار، فقتل الصحابيان ولقيا ربّهما على إثره، فقُتل طلحة بسهمٍ من مروان بن الحكم، واستشهد الزبير بن العوام -رضي الله عنه- غدراً، وهو يصلّي على يد رجلٍ اسمه عمرو بن جرموز، فلمّا وصلت الأخبار إلى علي بن أبي طالب غضب غضباً شديداً، وقال: (بشّروا قاتل ابن صفية بالنار)، وعندما أحضروا إليه سيف الزبير بن العوام بكى بكاءً شديداً، وأخذ يقبّل السيف ويقول: (سيفٌ طالما والله جلا به صاحبه الكرب عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم).

google-playkhamsatmostaqltradent